تسبب التهابات الجهاز التنفسي أكثر
من 4 ملايين حالة وفاة سنويا، وهي السبب الرئيسي للوفاة في البلدان النامية [24].
يمكن تجنب هذه الوفيات بالرعاية الطبية المناسبة، حيث أن نسبة كبيرة من هذه
الوفيات تحدث في البلدان منخفضة الدخل. يعتبر الالتهاب الرئوي العدوى الأكثر شيوعا
والأخطر للجهاز التنفسي. نسبة الوفيات الناجمة عن الالتهاب الرئوي 18% في الأطفال
تحت عمر 5 سنوات، أو أكثر من
1 . 3 مليون وفاة سنويا [6]؛ يسبب
الالتهاب الرئوي عدد حالات وفاة أكثر من فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا
[24]. تشمل عوامل الخطر للإصابة بالالتهاب الرئوي المعيشة في الأماكن المزدحمة،
وسوء التغذية، وعدم التحصين، وفيروس نقص المناعة البشرية والتعرض الدخان التبغ أو
الدخان في الأماكن المغلقة.
في أفريقيا، الالتهاب الرئوي هو
واحد من الأسباب الأكثر شيوعا لدخول البالغين إلى المستشفى، حيث أن واحد من كل عشرة
من هؤلاء المرضى يموتون من المرض. وتتضاعف الأعداد بشكل كبير في الأفراد المسنين
والمصابين بفيروس الإيدز. وتظل العقدية الرئوية البكتيرية السبب الأكثر شيوعا
للالتهاب الرئوي؛ وتزيد عدوى فيروس نقص المناعة البشرية من خطر الالتهاب الرئوي
الناجم عن هذا الكائن بعشرين مرة. [25]. الالتهاب الرئوي يمكن أن يؤدي أيضا إلى
أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، مثل توسع الشعب الهوائية. |
يمكن أن تحدث التهابات الجهاز
التنفسي الفيروسية في الأوبئة ويمكن أن تنتشر بسرعة داخل المجتمعات المحلية في
جميع أنحاء العالم. كل عام، تسبب الإنفلونزا التهابات الجهاز التنفسي في 5-15٪ من
السكان، وتسبب المرض الشديد في 3-5 مليون شخص [10]. في عام 2003، حدثت إصابات
بمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس)، وكانت ناجمة عن فيروس الكرونا الذي
لم يكن معروفة من قبل، وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء العالم. معدل الوفيات بسببها
حشد الجهود الدولية لسرعة تحديد السبب وطريقة الانتشار. خفضت تدابیر مكافحة العدوى
الشديدة من انتشاره وكانت فعالة حيث لم يتم التعرف على أية حالات أخرى للمرض [26].
وهذا يعتبر على النقيض تماما مع وباء الأنفلونزا عام 1918 الذي راح ضحيته ما بين
30 و 150 مليون شخص.
الوقاية
التطعيم هو واحد من أعظم إنجازات
الصحة العامة. وتستند استراتيجيات الوقاية الأولية لالتهابات الجهاز التنفسي على
برامج التحصين التي تم وضعها لكلا من الفيروسات والبكتيريا. البكتيريا هي السبب
الأكثر شيوعا للالتهاب الرئوي؛ وفي أغلب الأحيان تسبب العقدية الرئوية والنزلة
الترفية من النوع باء الالتهاب الرئوي الوخيم لدى الأطفال. اللقاحات فعالة ضد هذه
الكائنات، وأيضا ضد الحصبة والسعال الديكي. لقاح الأنفلونزا فعال في الوقاية من
الأنفلونزا لدى البالغين والأطفال. لقاح العقدية الرئوية المتقارن فعال للغاية في
الحد من الالتهاب الرئوي في الأطفال، ولكن هذا اللقاح لا يزال غير متوفر كجزء من
البرنامج الوطني الموسع للتحصين في العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض.
يمكن الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي
في مرحلة الطفولة أو التخفيف من حدتها بعدة تدابير أساسية هي: تحسين التغذية في
مرحلة الطفولة، وتشجيع الرضاعة الطبيعية، وضمان التحصين الشامل، وتحسين الظروف
المعيشية لمنع الازدحام، وتجنب التعرض لدخان التبغ، والحد من تلوث الهواء في
الأماكن المغلقة، وعلاج فيروس نقص المناعة البشرية ومنع نقل الفيروس من الأم
لطفلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق