العند والعناد آفة العقل العربي

  حرب الباسوس

كانت الباسوس امرأة فقيرة تعيش في حمى أحدى القبائل العربية، وكانت تملك من حطام الدنيا ناقة، تعيش على لبنها، وكلما ولدت الناقة باعت ما تلد بعد فترة وكان هذا هو مصدر رزقها، أخذتها يوما وذهبت بعيدا عن ديار القبيلة، للبحث عن مراعى جيدة، إلا أنها في سبيل ذلك تجاوزت حدود القبيلة ودخلت في حدود قبيلة أخرى وعندما احتاجت الناقة إلى الماء، أوردتها أحد أبار القبيلة الأخرى، ولما علم رعاة القبيلة الأخرى، برعي الناقة في مراعيهم، وشربها من مياههم، قامت القيامة، وذهبوا حيث توجد الباسوس، وناقتها وضربوا الباسوس ضربا مبرحا [ رجالة] وعقروا الناقة، وشووا لحمها على النار وأكلوه أمامها، وعادت الباسوس حزينة واستجارت بالقبيلة التي كانت تعيش في كنفها، وتحت رعايتها، وهنا اجتمعت القبيلة، وقرروا خوض لظى الحرب ضد القبيلة الأخرى، لتستمر هذه الحرب الغبية لمدة  أربعين عاما مثل حرب [ داعس والغبراء] وسميت في التاريخ بحرب الباسوس .

وعندما قام بعض المؤرخين العرب والأجانب بتحليل أسباب وأهداف هذه الحرب لم يجدوا شيئا، ولكنهم اتفقوا على أن [العِنْد] هو صمام ومحور العقل العربي، وأن العرب من الممكن أن يصلوا إلى الفناء بسبب [المعاندة] وهي تغلق عليهم أفاق كل فهم.

ومن الممكن تطبيق هذه النظرية التاريخية على العرب الآن، واستغلال الأجانب لهذه الخاصية في عقولهم، ودفعهم لقتل بعضهم بعضا إلى ما لانهاية، ويمكن تلخيص ذلك فيما يلي:  إذا ما طبقنا ما حدث في جزيرة العرب من حروب إبادة، أساسها الغباء ووقودها
 العند وانعدام الرؤية.